لماذا يزداد ألم العظام سوءًا أثناء الليل؟

آلام العظام هي أحد أعراض العديد من الأمراض. ويشعر بها الإنسان بشكل خاص في العظام الكبيرة في اليدين والساقين، ولكن يمكن أن تحدث في عظام أخرى في الجسم أيضًا. ويمكن أن تحدث هذه الآلام في أي وقت من اليوم، وفي أي مكان، ولكنها تزداد سوءًا في الليل. وهذا ينطبق على معظم الحالات التي تسبب آلام العظام، وعلى معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم أو مهنتهم أو نمط حياتهم وما إلى ذلك. وفي هذه المقالة سوف ندرس أسباب هذه الآلام.

أسباب آلام العظام

في البداية، لماذا يحدث ألم العظام في المقام الأول؟ ما هي الحالات التي تسببه؟

  • العمر: مع تقدم العمر، يبدأ حجم العضلات في الانكماش وتبدأ كثافة العظام في الانخفاض. وحتى المهام الروتينية يمكن أن تؤدي إلى إصابات ناتجة عن الإفراط في الاستخدام وإجهاد العظام والمفاصل العظمية.
  • كسور العظام: لا شك أن العظام التي تعرضت للكسر والتي تلتئم تحت العلاج سوف تسبب الألم حتى يتم شفاؤها بالكامل. وحتى الصدمات أو الإصابات التي تلحق بالعظام دون كسر قد تسبب ألمًا في العظام.
  • الإصابة الناجمة عن الإفراط في الاستخدام أو الحركة المتكررة: يمكن أن تحدث هذه الإصابة للأشخاص من أي فئة عمرية ممن يمارسون حركات متكررة تسبب لهم الإجهاد أو الأذى. يمكن للرياضيين ومدربي الأثقال الذين يتدربون بشكل مفرط، والأشخاص الذين يعملون في مهن تتطلب رفع أو سحب أو دفع أوزان ثقيلة أن يتعرضوا لإجهاد العظام وبالتالي ألم خفيف.
  • عند النساء، يمكن أن يسبب انقطاع الطمث تقلبات واسعة ونقصًا في الهرمونات مما يسبب ضعف العظام وبالتالي آلامها
  • التهاب المفاصل ، والذي يتميز بالتهاب مفاصل العظام
  • هشاشة العظام : نقص فيتامين د والكالسيوم يمكن أن يسبب ترقق العظام وفقدان كثافتها، مما يجعل حتى الحركات الروتينية مؤلمة
  • يسبب سرطان العظام الأولي أو السرطان الذي ينشأ في العظام ألمًا في البداية، مما يؤدي ببطء إلى نوبات من الألم ثم الألم المستمر
  • سرطان العظام الثانوي أو النقيلي الذي يبدأ في أجزاء أخرى من الجسم وينتشر إلى العظام
  • العدوى في العظام، مثل التهاب العظم والنقي
  • سرطان الدم وهو سرطان الدم في الأساس ولكنه ينشأ في نخاع العظم
  • فقر الدم المنجلي الذي يتميز بانقطاع إمداد الدم إلى الجسم، بما في ذلك العظام
  • حالات أخرى: يبدو الألم في الكتفين مثل ألم العظام ولكن يمكن أن يكون سببه التهاب الجراب أو التهاب الأوتار أو إصابات الكفة المدورة.

لماذا تزداد الأمور سوءا في الليل؟

هناك عدة أسباب لذلك، وكلها مترابطة بشكل وثيق. ولكن من أجل التفاصيل الفنية، سنفصلها هنا:

  • انخفاض مستويات الكورتيزول: يؤدي الالتهاب الناتج عن أي من الحالات المذكورة أعلاه إلى حدوث عملية الشفاء، حيث يتم دفع الخلايا السليمة إلى الأمام للعمل على الخلايا التالفة. هذا ما يحدث أثناء النهار. أثناء الليل، يحدث انخفاض في هرمون التوتر الكورتيزول الذي له استجابة مضادة للالتهابات. هناك التهاب أقل، وشفاء أقل، وبالتالي فإن الضرر الذي يلحق بالعظام بسبب الحالات المذكورة أعلاه يتسارع في الليل، مع الألم كأثر جانبي.
  • التورم بسبب عدم النشاط : السائل الزليلي هو سائل موجود في جميع مفاصل العظام في الجسم ويساعد في تشحيم حركة المفاصل. كما يساعد أيضًا في تقليل التورم والألم عند تدفقه. ولهذا السبب، أثناء النهار، يحافظ نشاط الشخص على تدفق السائل مما يقلل من آلام العظام بسبب الحالات المذكورة أعلاه. ولكن في الليل، نظرًا لعدم وجود نشاط، تكون حركة هذا السائل محدودة، لذلك تزداد الأعراض مثل الألم والتورم.
  • إدراك الألم : الألم جسدي ونفسي. خلال النهار، تعمل الأنشطة المتنوعة وصخب الحياة ووجود الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل حولك على تشتيت انتباه الشخص بعيدًا عن الألم، وبالتالي يكون إدراك الألم أقل. في الليل، أثناء النوم، لا توجد مثل هذه المشتتات، وبالتالي يزداد الوعي أو إدراك الألم.
  • الدورة المفرغة للحرمان من النوم : آلام العظام في الليل، هي ظاهرة شائعة حتى أن هناك اسمًا لها – Painsomnia، أو الأرق الناجم عن الألم. الألم يبقي الشخص مستيقظًا، أو يزعج نومه. يسبب النوم المضطرب أو غير المكتمل في الليل التعب والنعاس أثناء النهار. يحرم الشخص من الدافع لممارسة الرياضة بنشاط مما يساعد في تخفيف أعراض الحالات المذكورة أعلاه. يؤدي عدم ممارسة الرياضة إلى تفاقم أعراض تلك الحالات، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الألم في الليل، مما يخلق حلقة مفرغة من الأرق والألم.
  • الاكتئاب : يمكن للألم والأرق أن يسببا الاكتئاب لدى بعض الأشخاص أو يزيدا من حدة الأعراض لدى أولئك الذين يعانون بالفعل من الاكتئاب. تؤدي نوبات الاكتئاب المتكررة إلى خفض مستويات الهرمونات الإيجابية مثل السيروتونين والدوبامين والإندورفين في الجسم والتي تعد مهمة للغاية للشفاء من أي مرض أو حالة. يؤدي التأخير في الشفاء أو تباطؤه إلى استمرار الألم ليلاً مما يخلق حلقة مفرغة من الاكتئاب والألم الجسدي.

وبالمناسبة، قد يعاني الشخص من كل ما سبق في وقت واحد، مما يؤدي إلى استمرار وتفاقم آلام العظام في الليل.

تشخيص

على الرغم من أن الأسباب المذكورة أعلاه قد تبدو قاتمة، إلا أنه في الواقع يمكن التعامل مع آلام العظام في الليل والسبب الكامن وراءها بشكل جيد. يجب على الأشخاص الذين يعانون من الألم أو التورم في العظام ومفاصل العظام استشارة مستشفى معروف. سيقوم طبيب العظام أو الجراح ذو الخبرة بإجراء تشخيص شامل.

يتضمن ذلك فهم التاريخ الطبي للشخص والتاريخ الطبي للعائلة. ثم سيتعرف الطبيب على تفاصيل آلام العظام لديك والتي تتضمن التسلسل الزمني أو متى بدأ الألم وموقعه ومستوى الألم وما إذا كان يزداد أم يتناقص وما هي الأنشطة التي تسبب هذا الألم. كما سيبحث الطبيب أيضًا في الأعراض الأخرى التي قد تعاني منها.

وقد يتبع ذلك إجراء أشعة سينية للعظام، وتصوير مقطعي محوسب، وتصوير بالرنين المغناطيسي للمنطقة المصابة. وسوف تكشف هذه الفحوصات عن وجود كسور أو أي تشوهات مثل السرطان. ويتبع ذلك إجراء فحوصات الدم والبول، واختبارات مستوى الهرمونات، واختبارات وظائف الغدة النخامية والغدة الكظرية.

علاج

اعتمادًا على السبب الكامن، هناك مجموعة واسعة من خيارات العلاج. ويشمل ذلك الأدوية التي تخفف الالتهاب، والمضادات الحيوية في حالة العدوى، والهرمونات، إذا كان هناك خلل هرموني ومسكنات الألم. تساعد التمارين التي تعمل على تحسين المرونة، والوخز بالإبر، والتدليك، وتقنيات الاسترخاء في تقليل الألم الجسدي، بينما يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تقليل الألم النفسي.

يعد استبدال المفصل أحد الخيارات عندما لا تنجح أي من الحلول المذكورة أعلاه. وفي حالة الإصابة بالسرطان، فإن العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي هما الخياران الأكثر شيوعًا. كما سيتم تثقيف الشخص حول النصائح والحيل والتقنيات التي تساعده على النوم بشكل أفضل في الليل، وهو ما يساعد كثيرًا في التغلب على المشكلة.

ابحث في الموقع



× أنا هنا لمساعدتك 24/7