
الأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج
الورم الدموي تحت الجافية الحاد (Acute Subdural Hematoma) هو حالة طبية خطيرة تتطلب تدخلاً عاجلاً. يُعتبر أحد أنواع النزيف الدماغي الذي يحدث بين الطبقة الداخلية من الأم الجافية (Dura Mater) والدماغ نفسه. هذا النزيف ينتج عادةً عن إصابة رضحية في الرأس، وقد يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة، مما يهدد حياة المريض إذا لم يتم علاجه بشكل سريع.
الأسباب
السبب الرئيسي للورم الدموي تحت الجافية الحاد هو الإصابة الرضحية في الرأس، مثل الحوادث المرورية، السقوط من ارتفاع، أو الاعتداءات الجسدية. عند حدوث إصابة قوية في الرأس، تتمزق الأوردة الصغيرة التي تمر بين سطح الدماغ والأم الجافية، مما يؤدي إلى تجمع الدم في الفراغ تحت الجافية.
عوامل الخطر:
- كبار السن: بسبب ضعف الأوعية الدموية وزيادة احتمال تمزقها.
- تناول الأدوية المميعة للدم: مثل الوارفارين أو الأسبرين، والتي تزيد من خطر النزيف.
- إدمان الكحول: يؤدي إلى زيادة احتمال السقوط والإصابات الرضحية.
- الرياضات العنيفة: مثل الملاكمة أو كرة القدم الأمريكية، حيث تكون إصابات الرأس شائعة.
الأعراض
تظهر أعراض الورم الدموي تحت الجافية الحاد عادةً بعد الإصابة مباشرة أو خلال ساعات قليلة. وتشمل:
- الصداع الشديد: غالبًا ما يكون غير محتمل ويختلف عن الصداع العادي.
- الغثيان والقيء: بسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة.
- فقدان الوعي: قد يفقد المريض الوعي لفترة قصيرة أو طويلة حسب شدة الإصابة.
- الارتباك والتشوش الذهني: صعوبة في التركيز أو تذكر الأحداث.
- ضعف أو خدر في الأطراف: بسبب الضغط على مناطق معينة في الدماغ.
- تغيرات في حدقة العين: مثل اتساع حدقة واحدة أو عدم استجابتها للضوء.
- نوبات صرعية: في بعض الحالات الشديدة.
التشخيص
تشخيص الورم الدموي تحت الجافية الحاد يعتمد على الفحص السريري والتصوير الطبي:
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): هو الأداة التشخيصية الرئيسية. يُظهر التصوير تجمع الدم تحت الجافية ومدى تأثر أنسجة الدماغ.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم في بعض الحالات لتقييم الأضرار الدقيقة في أنسجة الدماغ.
- الفحص العصبي: لتقييم الوظائف العصبية مثل ردود الأفعال، قوة العضلات، والتوازن.
العلاج
يعتمد علاج الورم الدموي تحت الجافية الحاد على حجم النزيف، سرعة تطور الأعراض، والحالة العامة للمريض. يشمل العلاج:
1. العلاج الجراحي:
- إزالة الورم الدموي (Craniotomy): يتم فتح الجمجمة جراحيًا لإزالة الدم المتجمع وتخفيف الضغط على الدماغ.
- ثقب الجمجمة (Burr Hole): في بعض الحالات البسيطة، يتم عمل ثقب صغير في الجمجمة لتصريف الدم.
2. العلاج الدوائي:
- مضادات الاختلاج: للوقاية من النوبات الصرعية.
- مدرات البول: مثل المانيتول لتقليل التورم الدماغي.
- مسكنات الألم: لتخفيف الصداع الشديد.
3. الرعاية الداعمة:
- مراقبة الضغط داخل الجمجمة: باستخدام أجهزة خاصة.
- التنفس الصناعي: في حالات فقدان الوعي أو صعوبة التنفس.
- التغذية الداعمة: عبر الأنابيب في حالة عدم القدرة على الأكل.
المضاعفات المحتملة
إذا لم يتم علاج الورم الدموي تحت الجافية الحاد بشكل سريع، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:
- تلف دائم في الدماغ: بسبب نقص الأكسجين وزيادة الضغط.
- الغيبوبة: في الحالات الشديدة.
- الوفاة: إذا كان النزيف كبيرًا ولم يتم علاجه في الوقت المناسب.
الوقاية
يمكن تقليل خطر الإصابة بالورم الدموي تحت الجافية الحاد عن طريق:
- ارتداء الخوذات الواقية: أثناء ممارسة الرياضات العنيفة أو ركوب الدراجات.
- تجنب السقوط: خاصة لدى كبار السن، عن طريق تحسين الإضاءة في المنزل واستخدام أدوات مساعدة.
- الالتزام بجرعات الأدوية المميعة للدم: وتجنب الجرعات الزائدة.
الخلاصة
الورم الدموي تحت الجافية الحاد هو حالة طبية طارئة تتطلب تدخلاً فوريًا. التشخيص المبكر والعلاج السريع يمكن أن ينقذ حياة المريض ويقلل من خطر المضاعفات طويلة الأمد. يجب على الأفراد الذين يعانون من إصابات رضحية في الرأس مراجعة الطبيب فورًا، خاصة إذا ظهرت عليهم أعراض مثل الصداع الشديد، الارتباك، أو فقدان الوعي.