
الأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج
الورم الدموي تحت الجافية المزمن (Chronic Subdural Hematoma – CSDH) هو حالة طبية خطيرة تتكون نتيجة تجمع الدم ببطء بين الطبقة الخارجية للأغشية المحيطة بالدماغ (الجافية) والدماغ نفسه. غالبًا ما يحدث هذا النزيف بسبب إصابة في الرأس، وقد يكون تأثيره بطيئًا ويتطور على مدار أسابيع أو حتى أشهر. يعتبر هذا المرض أكثر شيوعًا بين كبار السن، خاصة أولئك الذين يعانون من ضمور في الدماغ أو يتناولون أدوية مضادة للتخثر.
الأسباب
السبب الرئيسي للورم الدموي تحت الجافية المزمن هو إصابة في الرأس، حتى لو كانت طفيفة. عند حدوث إصابة، قد تتمزق الأوعية الدموية الصغيرة بين الجافية والدماغ، مما يؤدي إلى تسرب الدم ببطء وتجمعها في المنطقة تحت الجافية. مع مرور الوقت، يتجمع الدم ويتحول إلى سائل، مما يزيد الضغط على الدماغ.
عوامل الخطر:
- التقدم في العمر: كبار السن أكثر عرضة للإصابة بسبب ضمور الدماغ الذي يزيد المسافة بين الجافية والدماغ، مما يجعل الأوعية الدموية أكثر عرضة للتمزق.
- استخدام الأدوية المضادة للتخثر: مثل الوارفارين أو الأسبرين، والتي تزيد من خطر النزيف.
- إدمان الكحول: يزيد من خطر السقوط والإصابة بالرأس.
- الإصابات المتكررة في الرأس: مثل تلك التي تحدث في الرياضات العنيفة.
- الأمراض التي تسبب ضعف الأوعية الدموية: مثل ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه.
الأعراض
تظهر أعراض الورم الدموي تحت الجافية المزمن بشكل تدريجي وقد تكون غير واضحة في البداية. تشمل الأعراض الشائعة:
- الصداع: غالبًا ما يكون مستمرًا وقد يزداد سوءًا مع الوقت.
- الضعف العام والإرهاق: يشعر المريض بالتعب الشديد دون سبب واضح.
- اضطرابات في الرؤية: مثل الرؤية الضبابية أو ازدواجية الرؤية.
- الغثيان والقيء: خاصة عند زيادة الضغط داخل الجمجمة.
- اضطرابات في الكلام: مثل صعوبة التعبير أو فهم الكلام.
- ضعف في أحد جانبي الجسم: قد يحدث شلل أو ضعف في الذراع أو الساق.
- تغيرات في الشخصية أو السلوك: مثل الارتباك، النسيان، أو التهيج.
- نوبات صرع: في بعض الحالات، قد تحدث نوبات تشنجية.
التشخيص
تشخيص الورم الدموي تحت الجافية المزمن يعتمد على الفحص السريري والتصوير الطبي. قد يشمل التشخيص:
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يعتبر الفحص الأكثر شيوعًا لتشخيص الحالة، حيث يظهر تجمع الدم تحت الجافية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم في بعض الحالات لتوفير صور أكثر تفصيلاً للدماغ.
- التاريخ الطبي والفحص السريري: يسأل الطبيب عن تاريخ الإصابات والأعراض التي يعاني منها المريض.
العلاج
يعتمد علاج الورم الدموي تحت الجافية المزمن على حجم الورم، شدة الأعراض، والحالة العامة للمريض. تشمل خيارات العلاج:
1. العلاج التحفظي:
- في الحالات البسيطة التي لا تظهر فيها أعراض شديدة، قد يقرر الطبيب مراقبة المريض دون تدخل جراحي، خاصة إذا كان الورم صغيرًا ولا يسبب ضغطًا كبيرًا على الدماغ.
- قد يتم وصف أدوية لتخفيف الأعراض، مثل مسكنات الألم أو الأدوية المضادة للصرع.
2. العلاج الجراحي:
- ثقب الجمجمة (Burr Hole Surgery): يتم عمل ثقب صغير في الجمجمة لتصريف الدم المتجمع. هذه العملية بسيطة وفعالة في معظم الحالات.
- فتح الجمجمة (Craniotomy): في الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يحتاج الطبيب إلى فتح جزء أكبر من الجمجمة لإزالة الورم الدموي.
- بعد الجراحة، يتم وضع أنبوب تصريف مؤقت لمنع تجمع الدم مرة أخرى.
3. إعادة التأهيل:
- بعد العلاج، قد يحتاج المريض إلى علاج طبيعي أو علاج وظيفي لاستعادة الوظائف العصبية المتأثرة.
المضاعفات المحتملة
إذا لم يتم علاج الورم الدموي تحت الجافية المزمن، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك:
- تلف دائم في الدماغ.
- زيادة الضغط داخل الجمجمة.
- الغيبوبة أو الوفاة في الحالات الشديدة.
الوقاية
للوقاية من الورم الدموي تحت الجافية المزمن، ينصح باتباع الإجراءات التالية:
- تجنب السقوط، خاصة لدى كبار السن، عن طريق استخدام أدوات مساعدة مثل العكازات أو الدرابزين.
- مراقبة ضغط الدم وتجنب ارتفاعه.
- تجنب الإفراط في تناول الكحول.
- مراجعة الطبيب بانتظام إذا كنت تتناول أدوية مضادة للتخثر.
الخلاصة
الورم الدموي تحت الجافية المزمن هو حالة طبية خطيرة تتطلب تشخيصًا سريعًا وعلاجًا مناسبًا لتجنب المضاعفات الخطيرة. مع التقدم في التقنيات الطبية والجراحية، أصبحت نتائج العلاج أفضل بكثير، خاصة إذا تم اكتشاف الحالة مبكرًا. لذلك، من المهم أن يكون الأشخاص المعرضون للخطر، مثل كبار السن أو أولئك الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر، على دراية بالأعراض ويسعون للحصول على الرعاية الطبية الفورية عند ظهورها.