
الأسباب، الأعراض، والعلاج
الاضطرابات التنكسية في العمود الفقري العنقي هي مجموعة من الحالات المرضية التي تؤثر على الفقرات العنقية (فقرات الرقبة) والأقراص بين الفقرات، مما يؤدي إلى تدهور تدريجي في بنية ووظيفة العمود الفقري. هذه الاضطرابات شائعة بشكل خاص مع التقدم في العمر، ولكنها قد تحدث أيضًا بسبب عوامل أخرى مثل الإصابات أو نمط الحياة غير الصحي. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب، الأعراض، التشخيص، وطرق العلاج المتاحة لهذه الحالات.
ما هي الاضطرابات التنكسية في العمود الفقري العنقي؟
العمود الفقري العنقي يتكون من سبع فقرات (C1 إلى C7) تفصل بينها أقراص غضروفية تعمل كممتص للصدمات وتساعد في توفير المرونة للرقبة. مع التقدم في العمر أو بسبب عوامل أخرى، قد تبدأ هذه الأقراص في التآكل، مما يؤدي إلى ضعف في بنية العمود الفقري وضغط على الأعصاب المجاورة. هذا الضغط يمكن أن يسبب ألمًا وضعفًا في الوظيفة الحركية.
الأسباب الشائعة للاضطرابات التنكسية في العمود الفقري العنقي
- التقدم في العمر: مع التقدم في العمر، تفقد الأقراص بين الفقرات جزءًا من محتواها المائي، مما يجعلها أقل مرونة وأكثر عرضة للتآكل.
- التهاب المفاصل التنكسي (الفصال العظمي): التهاب المفاصل يمكن أن يؤدي إلى تآكل الغضاريف بين الفقرات، مما يسبب ألمًا وتيبسًا في الرقبة.
- الإصابات الرضية: الحوادث أو الإصابات الرياضية يمكن أن تؤدي إلى تلف في الأقراص أو الفقرات، مما يسرع من عملية التنكس.
- نمط الحياة غير الصحي: الجلوس لفترات طويلة بوضعية غير صحيحة، أو عدم ممارسة الرياضة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات التنكسية.
- العوامل الوراثية: بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الاضطرابات بسبب عوامل وراثية.
الأعراض الشائعة
تختلف أعراض الاضطرابات التنكسية في العمود الفقري العنقي حسب شدة الحالة وموقع الضغط على الأعصاب. تشمل الأعراض الشائعة:
- ألم في الرقبة: قد يكون الألم مستمرًا أو متقطعًا، ويمكن أن يزداد سوءًا مع الحركة.
- تنميل أو وخز في الذراعين أو اليدين: بسبب الضغط على الأعصاب.
- ضعف في العضلات: قد يشعر المريض بضعف في الذراعين أو اليدين، مما يؤثر على القدرة على حمل الأشياء.
- تيبس الرقبة: صعوبة في تحريك الرقبة، خاصة في الصباح.
- صداع: قد يحدث صداع نتيجة لتوتر عضلات الرقبة.
التشخيص
لتشخيص الاضطرابات التنكسية في العمود الفقري العنقي، قد يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات التالية:
- التاريخ الطبي والفحص البدني: سيسأل الطبيب عن الأعراض والتاريخ الطبي، وسيقوم بفحص الرقبة والذراعين للبحث عن علامات الضعف أو التنميل.
- الأشعة السينية: تساعد في الكشف عن التغيرات في بنية الفقرات، مثل التآكل أو النتوءات العظمية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر صورًا مفصلة للأقراص والأعصاب، مما يساعد في تحديد مدى الضغط على الأعصاب.
- التصوير المقطعي المحوس (CT Scan): يستخدم للحصول على صور أكثر تفصيلاً للعظام والأنسجة المحيطة.
- تخطيط كهربية العضل (EMG): يساعد في تقييم وظيفة الأعصاب والعضلات.
العلاج
يعتمد علاج الاضطرابات التنكسية في العمود الفقري العنقي على شدة الأعراض ومدى تأثيرها على حياة المريض. تشمل خيارات العلاج:
1. العلاج التحفظي (غير الجراحي)
- الأدوية: مسكنات الألم، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، أو مرخيات العضلات يمكن أن تساعد في تخفيف الألم والالتهاب.
- العلاج الطبيعي: تمارين تقوية وتمديد العضلات يمكن أن تساعد في تحسين المرونة وتقليل الألم.
- العلاج بالحرارة أو البرودة: استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة يمكن أن يخفف من الألم والتورم.
- حقن الستيرويد: في بعض الحالات، يمكن استخدام حقن الستيرويد لتقليل الالتهاب والألم.
2. العلاج الجراحي
إذا فشل العلاج التحفظي في تخفيف الأعراض، أو إذا كان هناك ضغط شديد على الأعصاب، قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة. تشمل الخيارات الجراحية:
- استئصال القرص (Discectomy): إزالة الجزء التالف من القرص لتخفيف الضغط على الأعصاب.
- دمج الفقرات (Spinal Fusion): دمج فقرتين معًا لتثبيت العمود الفقري وتقليل الألم.
- استبدال القرص الاصطناعي: استبدال القرص التالف بقرص اصطناعي للحفاظ على حركة الرقبة.
الوقاية
بينما لا يمكن منع جميع حالات الاضطرابات التنكسية في العمود الفقري العنقي، يمكن تقليل خطر الإصابة من خلال اتباع نمط حياة صحي:
- الحفاظ على وضعية جيدة: تجنب الجلوس أو الوقوف بوضعية غير صحيحة لفترات طويلة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تقوية عضلات الرقبة والظهر يمكن أن تساعد في دعم العمود الفقري.
- تجنب رفع الأوزان الثقيلة: رفع الأوزان بشكل خاطئ يمكن أن يزيد من الضغط على الرقبة.
- الإقلاع عن التدخين: التدخين يمكن أن يسرع من تآكل الأقراص بين الفقرات.
الخلاصة
الاضطرابات التنكسية في العمود الفقري العنقي هي حالة شائعة يمكن أن تسبب ألمًا شديدًا وتؤثر على جودة الحياة. ومع ذلك، مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن إدارة الأعراض وتحسين الوظيفة الحركية. إذا كنت تعاني من أعراض مستمرة في الرقبة أو الذراعين، فمن المهم استشارة طبيب متخصص لتقييم حالتك ووضع خطة علاجية مناسبة.