
الأسباب، التشخيص، والعلاج
تُعد الكسور في العمود الفقري لدى الأطفال من الإصابات النادرة نسبيًا مقارنة بالبالغين، إلا أنها تحمل أهمية كبيرة بسبب تأثيرها المحتمل على النمو والحياة المستقبلية للطفل. العمود الفقري هو جزء حيوي من الجهاز الهيكلي والعصبي، وأي إصابة فيه قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الشلل أو اضطرابات النمو. في هذا المقال، سنتناول أسباب كسور العمود الفقري لدى الأطفال، وكيفية تشخيصها، وطرق العلاج المتاحة.
أسباب كسور العمود الفقري لدى الأطفال
تحدث كسور العمود الفقري لدى الأطفال عادة نتيجة صدمات قوية أو حوادث، ومن الأسباب الشائعة:
- الحوادث المرورية: تُعد الحوادث المرورية من الأسباب الرئيسية لإصابات العمود الفقري لدى الأطفال، خاصة عند عدم استخدام أحزمة الأمان أو مقاعد الأطفال المناسبة.
- السقوط من أماكن مرتفعة: مثل السقوط من الأشجار أو الأسطح أو أثناء ممارسة الرياضات الخطرة.
- الإصابات الرياضية: بعض الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا عنيفًا، مثل كرة القدم أو الجمباز، قد تؤدي إلى إصابات في العمود الفقري.
- إساءة معاملة الأطفال: في بعض الحالات النادرة، قد تكون الكسور نتيجة لإساءة معاملة الطفل أو تعرضه للضرب المبرح.
- الأمراض العظمية: بعض الأمراض مثل هشاشة العظام أو الأورام العظمية قد تضعف العظام وتجعلها أكثر عرضة للكسر حتى مع الصدمات البسيطة.
أنواع كسور العمود الفقري لدى الأطفال
تختلف أنواع كسور العمود الفقري حسب موقع الإصابة وشدتها، ومن الأنواع الشائعة:
- كسور الانضغاط (Compression Fractures): تحدث عندما تنضغط الفقرات بسبب قوة خارجية، وغالبًا ما تصيب الفقرات الصدرية أو القطنية.
- كسور الانفجار (Burst Fractures): تحدث عندما تنفجر الفقرة بسبب قوة كبيرة، وقد تؤدي إلى إصابة الحبل الشوكي.
- كسور الانزلاق (Spondylolisthesis): تحدث عندما تنزلق فقرة عن الفقرة التي تحتها، وقد تكون نتيجة إصابة أو عيب خلقي.
- كسور النتوءات العظمية (Process Fractures): تصيب النتوءات العظمية في الفقرات، وعادة ما تكون أقل خطورة.
أعراض كسور العمود الفقري لدى الأطفال
تختلف الأعراض حسب شدة الكسر وموقع الإصابة، وقد تشمل:
- ألم شديد في الظهر أو الرقبة.
- صعوبة في الحركة أو المشي.
- تنميل أو ضعف في الأطراف.
- فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء (في الحالات الشديدة).
- تشوه ظاهر في العمود الفقري.
تشخيص كسور العمود الفقري لدى الأطفال
يعتمد التشخيص على الفحص السريري والفحوصات التصويرية، ومنها:
- الأشعة السينية (X-ray): تُظهر الكسور والتشوهات في الفقرات.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يُستخدم للحصول على صور مفصلة للفقرات وتقييم مدى الإصابة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم لتقييم إصابة الحبل الشوكي أو الأنسجة الرخوة المحيطة.
- فحوصات عصبية: لتقييم وظائف الأعصاب ومدى تأثر الحبل الشوكي.
علاج كسور العمود الفقري لدى الأطفال
يعتمد العلاج على نوع الكسر وشدته، وقد يشمل:
- العلاج التحفظي: في الحالات البسيطة، قد يتم العلاج باستخدام الأدوية المسكنة للألم، والراحة، وارتداء دعامة لدعم العمود الفقري.
- العلاج الطبيعي: يساعد على استعادة الحركة وتقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري.
- العلاج الجراحي: في الحالات الشديدة التي تتضمن إصابة الحبل الشوكي أو عدم استقرار العمود الفقري، قد تكون الجراحة ضرورية لتثبيت الفقرات وتخفيف الضغط على الحبل الشوكي.
- المتابعة الطويلة الأمد: يحتاج الأطفال الذين يعانون من كسور في العمود الفقري إلى متابعة منتظمة لضمان عدم حدوث مضاعفات مثل تشوهات النمو أو مشاكل عصبية.
الوقاية من كسور العمود الفقري لدى الأطفال
يمكن تقليل خطر إصابة الأطفال بكسور العمود الفقري من خلال:
- استخدام مقاعد الأطفال وأحزمة الأمان في السيارات.
- تعليم الأطفال ممارسة الرياضة بشكل آمن وتجنب الأنشطة الخطرة.
- توفير بيئة آمنة للأطفال لتجنب السقوط من أماكن مرتفعة.
- التوعية بخطورة إساءة معاملة الأطفال وضرورة الإبلاغ عن أي حالات عنف.
الخلاصة
كسور العمود الفقري لدى الأطفال هي إصابات خطيرة تتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا فوريًا لتجنب المضاعفات طويلة الأمد. من خلال فهم الأسباب واتخاذ إجراءات الوقاية المناسبة، يمكن تقليل خطر هذه الإصابات وحماية صحة الأطفال ونموهم بشكل سليم. إذا كان طفلك يعاني من أعراض تشير إلى إصابة في العمود الفقري، فمن الضروري التماس العناية الطبية الفورية.